سميرة راجبوت: مقتل مؤثرة باكستانية بعد تسميمها لسبب حزين

  • تاريخ النشر: الإثنين، 28 يوليو 2025 زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
سميرة راجبوت: مقتل مؤثرة باكستانية بعد تسميمها لسبب حزين

لقيت صانعة المحتوى الباكستانية سميرة راجبوت مصرعها في واقعة هزت الرأي العام المحلي والدولي، بعد العثور على جثتها داخل منزلها في منطقة "باغو واه" التابعة لمديرية "غوتكي" شمال إقليم السند.

وتأتي الحادثة في ظل تصاعد المخاوف بشأن تزايد العنف ضد النساء الناشطات على مواقع التواصل في باكستان، خاصة من اللواتي يواجهن ضغوطًا اجتماعية بسبب محتواهن الرقمي أو قراراتهن الشخصية.

اكتشاف الجثة وبداية التحقيقات

عثرت الشرطة المحلية على جثمان سميرة داخل غرفتها، عقب بلاغ من أسرتها، حيث أكدت ابنتها البالغة من العمر 15 عامًا أن والدتها تناولت أقراصًا سامة أُعطيت لها -رغماً عنها- من قبل أفراد كانوا يضغطون عليها للقبول بزواج لم تكن راغبة فيه.

وأفادت الفتاة بأن والدتها تلقت تهديدات متكررة، قبل أن تفارق الحياة بشكل مفاجئ، ما دفع السلطات لفتح تحقيق جنائي موسع. كما أكد شقيق سميرة نفس الرواية، مشيرًا إلى وجود محاولات مستمرة لإجبارها على الزواج بشخص لم تكن تربطها به أي علاقة.

ووفقًا للبيانات الأولية، أوقفت الشرطة شخصين على ذمة القضية، وتم إحالة الجثمان إلى الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة بدقة، وسط ترقب لنتائج التقرير الطبي الرسمي.

مقتل سميرة راجبوت

حضور لافت على تيك توك وتفاعل واسع بعد الوفاة

كانت سميرة راجبوت من الشخصيات البارزة على تطبيق "تيك توك"، حيث بلغ عدد متابعيها أكثر من 58 ألف شخص، فيما حصدت مقاطعها المصورة ما يزيد عن مليون إعجاب.

تميز محتواها بمزيج من الفيديوهات الترفيهية والمشاهد المستوحاة من الثقافة المحلية، مما ساهم في انتشارها الواسع. ومع ذلك، في بلد مثل باكستان، حيث لا تشغل النساء سوى أقل من ربع سوق العمل، غالبًا ما يُقابل هذا النوع من الظهور الرقمي بانتقادات حادة وضغوط اجتماعية تصل أحيانًا إلى مستويات خطيرة، كما تشير سلسلة من الحوادث المشابهة.

وفاة سميرة راجبوت

زواج قسري وواقع اجتماعي مأزوم

الحادثة أعادت تسليط الضوء على مسألة الزواج القسري في باكستان، حيث تُسجّل سنويًا نحو 1000 حالة موثقة وفقًا لتقديرات منظمات محلية. وتُجبر فتيات كثيرات على الزواج في سن مبكرة، مع وجود تقارير تؤكد أن 18% من الفتيات يتزوجن قبل بلوغهن 18 عامًا، غالبًا بسبب ظروف اقتصادية تدفع الأسر لتزويج بناتهن تجنبًا لتكاليف المعيشة.

وتُعد الزيجات التي تتم دون موافقة العائلة غير مرحب بها في العديد من المناطق، رغم أن شريحة الشباب تحت سن الثلاثين تميل أكثر نحو "الزواج عن حب"، بحسب استطلاع أجرته مؤسسة "غالوب باكستان".

جريمة مشابهة تهز إسلام آباد

قبل أسابيع فقط من مقتل سميرة، لقيت المراهقة سنا يوسف، البالغة 17 عامًا، مصرعها في منزلها بإسلام آباد على يد شاب يُدعى عمر حيات (22 عامًا)، بعدما رفضت محاولاته المتكررة للتقرب منها. وبحسب التحقيقات، كان الجاني يترصدها لساعات أمام منزلها قبل أن ينفذ الجريمة.

وقد أثارت الحادثة صدمة كبيرة داخل المجتمع، خاصة وأن الضحية كانت ناشطة في الدفاع عن تعليم الفتيات وحقوقهن، إلى جانب نشاطها الترفيهي عبر "تيك توك" الذي حصد أكثر من مليون متابع.

مقتل سناء يوف

مطالب بالعدالة وإدانة من مؤسسات نسوية

اللجنة الوطنية لوضع المرأة في باكستان أصدرت بيانًا شديد اللهجة أكدت فيه ضرورة ملاحقة المتورطين في مقتل سميرة راجبوت، وعدم السماح بتكرار سيناريو الإفلات من العقاب. ووصفت رئيسة اللجنة، أومي ليلى أظهر، الحادثة بأنها امتداد لسلسلة طويلة من العنف القائم على النوع الاجتماعي، مشددة على أن المنزل لم يعد مكانًا آمنًا لكثير من النساء في باكستان.

كما دعت جهات حقوقية أخرى الدولة إلى إعادة النظر في التشريعات المتعلقة بالعنف ضد النساء، خاصة بعد أن أظهرت بيانات "صندوق الأمم المتحدة للسكان" أن 28% من النساء الباكستانيات بين سن 15 و49 تعرضن للعنف الجسدي، بينما تعرضت 6% منهن للعنف الجنسي.

سميرة راجبوت باكستان

تحقيقات الشرطة لا تزال جارية حتى اللحظة، في وقت يتواصل فيه الجدل على منصات التواصل، حيث تحولت حسابات سميرة راجبوت إلى مساحات للعزاء والغضب، وسط مطالبات بمحاسبة الجناة ووضع حد لانتهاك أبسط حقوق النساء في التعبير والاختيار.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار