في يوم المرأة العالمي: نساء ملهمات واجهن حروباً وزلازل

تكشف الكثير من التقارير الأممية عن تضرر المرأة بشكل أكبر من الكوارث الطبيعية والحروب والنزاعات المسلحة، ورغم ما تعاني منه المرأة خلال هذه الأزمات إلا أن الكثير من النساء قدمن نموذج ملهم لما استطعن أن يقمن به خلال تلك الأزمات.

وفي اليوم العالمي للمرأة مع استمرار معاناة النساء في كثير من المناطق في الوطن العربي هناك نماذج ملهمة تسحق تسليط الأضواء عليها على الرغم من الخوف والعرب الذي سيطر على المشاهد التي عاشتها تلك النساء إلا أنها تمتعن بالشجاعة والقوة.

نساء ملهمات من سوريا

على مدى أكثر من 13 عاماً عانت النساء في سوريا من النزاع والخسارة والآلام لكنهن استطعن خلق العديد من الفرص دون الاستسلام للواقع الذي فرض عليهن.

وفي يوم المرأة العالمي سلطت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الضوء على مشاريع ناجحة لنساء في بيئة مليئة بالتحديات عملت فيها نساء من أجل تلبية احيتاجان أسرهن.

واحدة من بين تلك القصص كانت قصة نجاح من إدلب التي عانت من النزوع ولكنها استطاعت العودة إلى مدينتها خان شيخون في إدلب بعد سنوات تحمل حملها الذي اضطرت لتركه من قبل.

أصرت نجاح على استعادة ما فقدته كخبيرة لتصميم الأزياء لكن الأمر لم يتوقف هنا بل فتحت باباً لتعليم هذه الحرفة للنساء الأخريات لتستطيع في النهاية توفير مصدر دخل لعشر نساء ومنحن شعوراً بالأمان.

لم تقتصر قصص نساء سوريا الملهمات على المشاريع الاقتصادية فقط ولكن الأمر تطور للتطوع في الدفاع المدني السوري، حيث كانت السورية أمينة البش من أوائل المتطوعات على أمل إنقاذ الأرواح.

برز دور أمينة البش مع الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في فبراير 2023 ودمر الكثير من الأحياء لتكون ضمن الخوذ البيضاء لإنقاذ الضحايا من تحت الأنقاض.

في الأوقات العادية تعمل أمينة على تحسين حياة النساء الأخريات في شمال سوريا، لذا اختارتها BBC ضمن قائمة أكثر 100 امرأة ملهمة في 2023

نساء في غزة يواجهن الحرب

في تقرير صادر قبل أيام عن مقررة الأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد المرأة، ريم سالم، كشفت فيه عن تعرض النساء من غزة لمعاملة غير إنسانية وسط القصف المستمر على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وأكدت أن العاملين المدنين لا يمكنهم أن يصفوا بالكلمات ما يتعرض له الأهالي في غزة مؤكدة أن الأمر رعب لا يوصف، بحد قولها، تحملت النساء والأطفال النصيب الأكبر منه.

وأوضحت أن آلاف من النساء يفقدن أزواجهن ويقتلن بشكل متعمد، وتضطر النساء الحوامل إلى إنهاء حملهن تخت القصف بجانب نقص الخدمات الصحية واضطرارهن للولادة دون تخدير في بيئة تدمر فيها القطاع الطبي.

وأضافت أن هناك 200 امرأة وفتاة محتجزة في غزة منذ السابع من أكتوبر بالإضافة إلى 147 امرأة محتجزة في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر حتى 31 ديسمبر الماضي.

وفي مقال نشرته مجلة فوربس بوليسي رصدت فيه معاناة النساء في غزة واللاتي أصبحن المعيل الأول للأسرة بسبب مقتل الزوج، وتعرضهن لمخاطر جمة من أجل توفير الغذاء، واصفة النساء بأنهن يتحملن النصيب الأكبر من الحرب في غزة

ركز المقال على قصة مريم أبو عكرا، التي نجت من الموت مرتين جراء سقوط القنابل على المناطق المتواجدة فيها، وتوفت ابنتها سارة البالغة من العمر 17 عاماً عندما سقطت قنبلة على منزلهم فتمزق جسد طفلتها إلى نصفين.

اعتمدت مريم على الحصول على الدعم النفسي من زوجها بعد مقتل ابنتهم مؤكدة أنه ساعدها على تحمل خسارة ابتتها وأخبرها أن كل شيء سيكون أفضل، لكن الأمر لم ينته هنا فبعد 7 أسابيع فقدت زوجها سلامة لتصبح هي المعيلة الوحيدة لأسرة مكونة من 4 أطفال.

يؤكد المقال أن تلك ليست القصة الوحيدة فقد وقع العبء على آلاف النساء من غزة بسبب الحرب، فتقول مريم: "لا أعرف كيف سأواجه غيابه".

أجبرت الحرب كثير من النساء على الولادة في مخيمات الإيواء، إلا أن آلاء العايدي التي نزحت وهي حامل في شهرها السادس من شمال القطاع إلى دير البلح جاءها المخاض داخل خيمة وفقدت طفلها بعد أيام بسبب الظروف غير الصحية التي مرت بها وكادت أن تلحقه.

الوفاة جاءت بسبب الولادة في بيئة غير نظيفة واستمرت طوال الليل في هذا الوضع حتى تمكنت من الوصول إلى مستشفى العودة على عربة يجرها حمار، ولم يكتب لطفلها البقاء سوى 4 أيام فقط داخل الحضانة.

نساء يتطوعن لنجدة ضحايا زلزال المغرب

لم تقف النساء في المغرب مكتوفة الأيدي أمام زلزال الثامن من سبتمبر، وقررن خوض غمار الأهوال التي يلاقيها الرجال من أجل انتشال الضحايا.

في قرية إقليم تارودانت جنوب المغرب، رصد تقرير صحفي تواجد كثير من النساء ضمن جهود الإغاثة، كانت حبيبة الصبان واحدة منهن والتي طقعت نحو 9000 كيلو متر من طنجة إلى ذلك الإقليم للمساعدة في الإغاثة.

سافرت حبيبة وصديقاتها 13 ساعة متواصلة دون نوم، وعندما وصلت ووجدت ما وصفته بالمأساة قررت البقاء وتقديم المساعدة بعد أن كانت وجهتها طنجة.

تركت حبيبة أطفالها وسافرت مئات الكيلومترات لتقدم المساعدة لغيرها من النساء والأطفال، مؤكدة أنها رضت بهذا وتشعر بالراحة فأطفالها في أمان على العكس من مئات الأطفال المشردين في القرى الجبلية قائلة: "هؤلاء أحوج من أولادي الآن".