قصة حي الشيخ جراح كاملة

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 02 يونيو 2021
قصة حي الشيخ جراح كاملة

منذ ما يقرب من أسبوعين مازالت هناك مناطق عديدة داخل القدس تشهد وجود الكثير من المحاولات والصدامات الشديدة من قبل ومستوطنين يهود وقوات الشرطة الإسرائيلية، ضد أهالي مناطق القدس الشرقية، وخصوصًا حي الشيخ جراح، وهذا من أجل جمعيات استيطان الإسرائيليين بجانب المسجد الأقصى، حيث بدأ الاهالي في الخروج عن صمتهم والدفاع عن بيوتهم وأراضيهم التي يتم سرقتها علنًا من قبل مستوطنين، وبحسب ما تقوم وسائل الإعلام الإسرائيلية بنشره أنها تمتلك هذه الأراضي منذ ما يقارب القرن من الزمان، فهي واحدة من أهم القضايا الفلسطينية.

قصة حي الشيخ جراح

مازال الصراع الفلسطيني والإحتلال الإسرائيلي قائمًا، فقد هجرت الكثير من العائلات الفلسطينية على مر الزمان بسبب ما يتعرضوا له من تهجير من قبل جمعيات إسرائيلية تدعى أنها تمتلك وثائق وتملك اراضي الشيخ جراح من قبل أهلها حيث يقوم الجانب الإسرائيلي بهذا منذ عام 1948، حيث بدأ منذ عام 1972 وتدعى أن هذه الوثائق تعود ملكيتها إلى ما يقارب من أواخر القرن التاسع عشر، بحسب ادعاء لجنتي اليهود الأشكناز والسفارديم.

من هو الشيخ جرّاح

حي الشيخ جرّاح، هو واحد من أهم المناطق في القدس الشرقية، وهي المناطق التي يطالب بها الفلسطينيون بها كعاصمة لدولتهم، حيث جاءت الكثير من المعلومات التاريخية حول لماذا سمي الحي بهذا الأسم ومن هم صاحب إطلاق اسم الشيخ جراح على الحي الفلسطيني، ولكن لابد أولًا أن نتعرف على من هو الشيخ جراح الذي يتنازع عليه الإسرائيليون لإمتلاك الأراضي التي دفن بها، حيث جاءت تسمية الحي بهذا الأسم من خلال القرن السادس عشر الميلادي.

وقال مجير الدين الحنبلي، عن أن عبد الرحمن بن محمد المقدسي العُمري (860-928هـ) في كتابه الخاص بفلسطين قال : "الأُنس الجليل في تاريخ القدس والجليل" ويعرف بتاريخ الحنبلي، إنه رأى زاوية في القدس، باسم الزاوية الجراحية، وتقع بظاهر القدس، من جهة الشمال كما حددها، وأضاف: "ولها وقفٌ ووظائف مرتبة ونسبتها لوقفها الأمير حسام الدين الحسين بن شرف الدين عيسى الجراحي".

حيث أضاف مجبر الدين أن الجراحي ذكر أنه هو واحد من أمراء الملك صلاح الدين الأيوبي، حيث تم تحديد وفاته سنة 598 للهجرة، والتي تأكد بأنه تم دفنه في أحد زوايا حي الشيخ زايد، وأن هناك عدد من المدفونين والتي جهتها القبلية، وقد يكون من جماعة الجراحي، وكما ختم صاحب الأنس الجليل.

وما إلى ذلك تم ورد اسم الجراح في الكتاب بأنه واحد من أسماء جليل وهو الشيخ عبد الغني النابلسي (1050-1143) للهجرة، الموافق (1641-1731) للميلاد، والتي تم ذكره في كتاب رحلته إلى القدس، والذي أطلق عليه اسم: "الحضرة الأنسية في الرحلة المقدسية".

حيث فاجئ النابلسي جميع القراء بأن قبر الجراح صار بعد لك مازار، وأن اسم حي الشيخ جراح بعدها ذكره الحنبلي، بأنه كان أمير، فيقول النابلسي: "فوصلنا إلى مزار الشيخ جرّاح، فوقفنا هناك وقرأنا الفاتحة" ويضيف: "هذا المزار، في المدرسة الجراحية" مستنداً إلى ما ذكره الحنبلي في تاريخه، دون أن يتطرق إلى أن الحنبلي كان قد وصفه بالأمير عند صلاح الدين الأيوبي.

الشيخ جراح من أمير إلى شيخ إلى طبيب

حيث يزداد الغموض والكثير من الروايات حول هوية الشيخ جرّاح، والذي كان أميراً أو شيخاً، ولكن مع وجود المصادر الحديثة، والتي أكدت فيما بعد أنه كان أميراً، عند الحنبلي في تاريخه، ثم أصبح فيما بعد شيخ بمزار، وفي رحلة الشيخ النابلسي، الذي أكد في أحد رواياته أنه كان طبيباً، وهذا ما جاء في العديد من المصادر حديثة، ولكن بالرغم من هذه الحقائق إلا أنها لا يوجد مرجع واحد يأكد كافة هذه الأعمال التي سبق قيلت على الشيخ جراح.

ولكن بحسب كتاب "المفصّل في تاريخ القدس" والذي يتحدث عن تاريخ الكثير من المؤرخين للقدس، والذي تحدث عن المؤرخ عارف العارف، فإن الشيخ جراح، كان طبيباً، دون أن يتم تأكيد المعلومة، إلا أن المعلومة تم نقلها من قبل بعض الكتب المترجمة، من المدرسة الجراحية، والتي تم ناقلاً إن الجراح، وهو الطبيب الخاص بالملك صلاح الدين الأيوبي.

كتب التاريخ تتحدث عن الشيخ جراح

حيث يشار إلى أن الشيخ جراح واحد من أشهر أمراء صلاح الدين الأيوبي، ويحمل اسم حسام الدين، وهو حسام الدين أبو الهيجاء، والذي تم تلقيبه بالسمين، وهو من أكبر أمراء الذي سكن معسكر صلاح الدين من الكرد، وهذا ما جاء في أحد المراجع التاريخية المختلفة، ولكن هناك رواية أخرى أنه حسام آخر والذي لقب بحسام الدين بن لاجين، وهو ابن أخت صلاح الدين، والذي توفي عام سنة 587هـ. في قلعة "الجرَّاحية" وهي القلعة موجودة في مَوصل العراقية.

ولا تسير إلى وجود وفيات سنة 598ه، ففي كتب تواريخ إسلامية شهيرة، وإلى وجود شخص توفي وكان يحمل هذا الاسم، الذي أكد الكثير منهم إنه واحد من أمراء صلاح الدين، وذكر "الكامل في التاريخ" لابن الأثير المتوفى سنة 630 ه، وجاء هذا بعد وفاة جارية خليفة عباسي، وخلال هذه السنة ولم يتم ذكر وفاة شخص بحجم أمير عند الملك الأيوبي.

وكذلك  أيضًا تم ذكر أمير من أمراء الملك بني أيوب في كتاب "البداية والنهاية" لابن كثير المتوفى سنة 774 ه، والذي تحدث فيه عن وفيات عام 598هـ، يذكر وفاة أمير ابن الأثير، وأيضًا تم ذكر هذا في كتاب "شذرات الذهب في أخبار من ذهب" لابن العماد الحنبلي (1032-1089) للهجرة، وكذلك في "سير أعلام النبلاء" للذهبي (673-748) للهجرة.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار