مقابلة صحفية خاصة بموقع ليالينا مع مروج إبراهيم

مقدمة برامج في قناة سكاي نيوز عربية

  • تاريخ النشر: الخميس، 13 أكتوبر 2022
مقابلة صحفية خاصة بموقع ليالينا مع مروج إبراهيم

مقابلة صحفية خاصة بموقع ليالينا – مجموعة حاوي

اسم المتحدث: مروج إبراهيم

المسمى الوظيفي: مقدمة برامج في قناة سكاي نيوز عربية

  • مسيرتك المهنية:

أنا مروج إبراهيم خريجة كلية الإعلام بجامعة القاهرة بتقدير امتياز، أعمل في الوقت الراهن مذيعة للأخبار في قناة سكاي نيوز عربية.

بدأت مسيرتي المهنية في مصر انطلاقاً من قناة "اكسترا نيوز" وهي أكبر محطة أخبار مصرية، حيث عملت بها مذيعةً رئيسيةً، كما شاركت في مجال التدريب من خلال تقديم دورات تدريبية في مجال تقديم الأخبار، بالإضافة لعملي في ميدان التدريس أستاذاً منتدباً في كلية الإعلام جامعة مصر. عملت كذلك في العديد من القنوات العربية، ما أكسبني خبرةً واسعة في مجال الأخبار على الساحة العربية، ومن ثم انضممت إلى فريق قناة سكاي نيوز عربية.

مقابلة صحفية خاصة بموقع ليالينا مع مروج إبراهيم

  • أبرز البرامج:

قدمت العديد من البرامج في قنواتٍ عِدة، وأعتبر أن برنامج "ما وراء الحدث" الإخباري اليومي الذي يغطي أهم الأحداث على الساحة المصرية، من أطول البرامج التي قدمتها على مدار ثلاث سنوات. وفي الوقت الراهن أقدم على شاشة قناة سكاي نيوز عربية فترات أخبارية، وعدداً من البرامج منها "أون ستريم" المختص بأخبار التكنولوجيا، وبرنامج "مؤثرون" الذي نستضيف عبر حلقاته مؤثري قنوات التواصل الاجتماعي لاستعراض تجاربهم.  

  • من هو الضيف الذي قمت باستضافته على الهواء وكان له تأثير سلبي أو إيجابي على مسيرتك المهنية كمذيعة:

قابلت العديد من الضيوف خلال مسيرتي المهنية، من مختلف القطاعات ممن يمتلكون خلفيات ثقافية وسمات شخصية متنوعة، لا أنكر أني واجهت العديد من التحديات النابعة من التنوع، استطعت مواجهتها والتغلب عليها وتعلمت من كل موقف واجهني درساً زاد من خبرتي في الحياة العملية.

كما أني حظيت بفرصة استضافة شخصيات بارزة ومرموقة من مختلف القطاعات تركوا أثراً إيجابياً في نفسي، ولمست فيهم التواضع واحترام الآخر وحسن الخلق والتصرف بحكمة والرزانة وسعة الثقافة والمعرفة، تشرفت بهم خلال تقديم المناسبات الرسمية، أو عبر إجراء المقابلات التلفزيونية. وأذكر من هؤلاء وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي أجريت معه ثلاث مقابلات تلفزيونية، كانت من أجمل المقابلات التي أجريتها مع شخصية بارزة تتصف بالتواضع والوقار والاحترام. 

  • كيف وصلت إلى التلفزيون:

‏أنتمي لأسرة بعيدة تماماً عن الإعلام، أبي طبيب استشاري وكان مديراً عاماً لمستشفى الصدر، ولم يتخيل أن أحد أبنائه سيدخل مجال الإعلام، وكان يتمنى أن أدخل المجال الصحي وأصبح طبيبة.

‏فضّلت دخول عالم الإعلام، وبالفعل التحقت بكلية الإعلام، ثم عملت مخرجةً بالتلفزيون المصري. كنت أخشى الوقوف أمام الكاميرا، حتى شجّعني زملائي خلال عملي في قناة الحدث العراقية على دخول هذه التجربة، والتحقت بدورة تدريبية لإعداد المذيعين في نفس المحطة، ولم أكن مهتمة كثيراً في البداية، ولكن بعد مرور عدة أيام شعرت أن شيئاً غريباً غيّر شعوري، وبدأت أجد شغفاً كبيراً فيما أتعلمه من مبادئ اللغة العربية والإلقاء، وبعض أساسيات الوقوف أمام الكاميرا، وكنت أقضي كل وقتي سواءً داخل المنزل أو خارجه في التدريب وقراءة الصحف أو أي نصٍ مكتوب يقع تحت يدي، وحتى لافتات المحال التجارية، أو الملصقات على أبواب المترو. جذبني هذا العالم واكتشفت أني أنتمي إليه واستمتع بكل جهد أبذله في سبيل تطوير مهاراتي، كنت أصل الليل بالنهار لإجراء تدريبات الصوت، كنت أنتهز أي لحظة حتى داخل سيارتي للتدريب وانتبه لنظرات المارة واستغرابهم مما أقوم به، بالطبع كانت مواقف محرجة، لكني كنت أستمتع بما أفعله. وفي نهاية الدورة خضعت مع باقي المتدربين لاختبار في الاستديو أمام اللجنة وقرروا اختياري لأكون مذيعة للأخبار. شعرت بالسعادة ولم أصدق ما يجري حولي، وخلال فترة وجيرة لم تتجاوز أسبوعاً ظهرت في أول نشرة على الهواء وقبل ظهوري بـ ٥ دقائق أخبرت أمي ولم تصدق ذلك، ومنذ تلك اللحظة أدركت أني أنتمي لهذا العالم وهو موقعي الطبيعي، ما حفزني لبذل المزيد من الجهد لأصبح مذيعة متميزة، حيث نظمت وقتي وكنت استغل كل ثانية لأتدرب فيها على مختلف أنواع الأداء: الصوت، مخارج الحروف، تعبيرات الوجه، وبالتأكيد اللغة، كنت أقوم بتشكيل وإعراب مئات السطور من الجرائد يومياً، ومرت الأيام وتوالت السنين، لأصبح اليوم في القناة الرائدة في العالم العربي وهي قناة سكاي نيوز عربية.

  • هل رفضت عروضاً للعمل في قنوات معينة:

منذ بداية مسيرتي المهنية، كنت حريصة على اختيار ما يناسب تطلعاتي ويواكب تطوير مهاراتي، أتذكر عندما قابلت الأستاذ محمد هاني مدير قنوات "سي بي سي" المصرية في عام 2015، وعرض علي العمل في قناة "اكسترا"، أكبر قناة أخبار في مصر والأعلى مشاهدة من الجمهور، في نفس الأسبوع تلقيت عرضاً للعمل في قناة مصرية متخصصة بتقديم المنوعات، تمتلك نفس نسبة المشاهدة العالية، وكان المطلوب مني تقديم نشرة أخبار يومية، كما عرضت علي قناة عربية أخرى، تمتلك مكاتب في مصر ولندن العمل مع فريقها، وكان الأجر الذي عُرض علي في تلك القناة هو الأعلى وكانت "اكسترا" الأقل أجراً، لكني حسمت أمري دون تفكير، وذهبت لاكسترا وعملت فيها لأكثر من 4 سنوات، كما تلقيت عروضاً من قنوات هامة على المستوى الإقليمي والدولي، وكان علي الاختيار وتحديد المكان الأفضل لي، وكنت أشعر دوماً أني سأنضم يوماً لقناة سكاي نيوز عربية، واليوم تحقق حلمي وأصبح حقيقة.

  •  
  • النجاح الأهم: 

تجسد لحظة وقوفي أمام رئيس جمهورية مصر أكبر حدث في مسيرتي المهنية، خلال مؤتمر الشباب، وقد تشرفت بتقديم أول مؤتمر للشباب، كان أبي مريضاً في العناية المركزة غائباً عن الوعي في ذلك اليوم، عندما تم التواصل معي شعرت بالفرحة تغمرني، وكنت أود أن يشاركني أبي هذه اللحظة، شعرت أني غير قادرة على تقديم المؤتمر حيث أردت أن أبقى مع أبي المريض ويجب أن أعتذر، وذهبت إلى المستشفى وأخبرت عائلتي بذلك، ولكنهم شجعوني بأن أتحدى المصاعب التي أواجهها وأصروا أن أقدم الحدث، ولدى دخولي المسرح أحسست أن أبي موجود معي بين الجمهور، قدمت الحدث بحماس شديد ونلت ثناءً هائلاً من الحضور، كان يوماً صعباً وذكرى محفورة لن أنساها ما حييت.  

كما أني قدمت منتدى شباب العالم، بنسختة الثانية، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وسمو ولي عهد البحرين، والأردن، والرئيس الفلسطيني، وعدد كبير من كبار الشخصيات على مستوى العالم، كان حدثاً مهيباً ولحظة تاريخية أفتخر بها.

بينما أعتبر أن النجاح الأقرب إلى قلبي هو ما شعرت به وتلقيته عبر سنوات التدريب، حيث كنت أقوم بتدريب المذيعين في أكاديمية تدريب بالقاهرة على مدى 3 سنوات، على فنون الإلقاء ومخارج الحروف واللغة العربية وكيفية التعامل مع  التغطيات والأحداث العاجلة وكيفية التفاعل مع الأخبار بكافة الحواس وتعبيرات الوجه ومبادئ كتابة الأسئلة والحوار، وكنت أسأل المتخصصين فيما أجهله أو أشك بصحته، فالعلم أمانة، وكان رد فعل المتدربين يفوق كل وصف، ويوم انتهاء كل دورة كان يجسد حدثاً حافلاً بالمشاعر المؤثرة والدموع، كنت أشاهد نجاحهم وتحسن مهاراتهم، ويوجد أفراد منهم أصبحوا مذيعين مميزين يتواصلون معي حتى اليوم.

  • أبرز التحديات، وماذا تعلمتي خلال عملك بسكاي نيوز عربية: 

واجهت تحديات كثيرة، ويمكن تصويرها بالسير في حقل ألغام، فالسياسة فن المستحيل، من كان عدواً بالأمس قد يغدو حليفاً اليوم، لا ثوابت في معادلة السياسة، وبالتالي على المذيع أن يدرك هذه النقاط الحساسة، دون أن يكون منحازاً إلى أي جهة، وألا يكتسب لوناً قد يضعه في منطقة يظل حبيساً بداخلها، إذ نلاحظ وجود أشخاص معروفين بمحاباة السلطة، تبدو المكاسب مغرية، ولكنها تنسف مصداقية المذيع لاحقاً، وهناك تحديات خاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، يمكن تشبيهها بمحاكم التفتيش في العصور الوسطى، تنظر في الضمائر وتجلد بلا رحمة، وتعين نفسها خصماً وحكماً، أحكام قاسية تقاضي بدرجات مختلفة، ولا يحق للشخص الدفاع عن نفسه، أعتبره حقل ألغام من نوع آخر، تسير فيه وأنت لا تعلم مَن ستكون الضحية التالية للتنمر والجلد وإصدار الأحكام وإلصاق التهم والشائعات، وهذا التحدي لا نستطيع تجاوزه أو البقاء في مأمن منه، فأي شخص مهما كانت مثاليته وحذره، قد يكون الضحية التالية لمواقع التواصل الاجتماعي.

أما عن عملي في سكاي نيوز عربية، فإنها مؤسسة إعلامية عالمية تعمل وفق أعلى المعايير، وتحرص على تطبيق أساسيات المهنية الصحفية مثل المصداقية والحيادية ودقة الخبر والجودة العالمية، وهذا أهم ما يمكن أن يتعلمه الإعلامي خلال مسيرته وهو كذلك أفضل ما أتعلمه هنا وما يمكن أن يقدمه لي العمل بقناة مثل سكاي نيوز عربية.

  • كيف وصلتي لسكاي نيوز عربية وهل التحقتي بدورات تدريبية:

تواصل معي فريق سكاي نيوز عربية خلال عملي في قناة "اكسترا نيوز" في القاهرة، سعدت طبعاً لاختياري، ولكن كنت قد تلقيت أيضاً في ذات الأسبوع عرضاً مغرياً آخر للعمل داخل مصر، لتقديم برنامج حواري "توك شو" يومي والذي من المتوقع أن يحظى بنسبة مشاهدة هائلة تقدر بالملايين في مصر. كان الاختيار صعباً لكني قررت أن أذهب إلى قناة سكاي نيوز عربية وهو أمر طالما تمنيته، وتحدي نفسي لاكتساب المزيد من الخبرة والمهارة.

أما بالنسبة للدورات التدريبية، فقد خضعت لدورة تأهيلية في قناة تليفزيونية، وأعتبر نفسي محظوظة لأني دخلتها، إذ كانت بداية دخولي لعالم التقديم التلفزيوني.

  • رأيك في مواقع التواصل الاجتماعي:

احتلت مواقع التواصل الاجتماعي حيزاً كبيراً في حياتنا، وأصبحت منبراً للكثيرين، وقد يكون ذلك في بعض الأحيان انتصاراً لقضايا هامة وعاملاً إيجابياً، ومن جانب آخر يمكن أن تغدو حقلاً للتنفيس الذي كتب عنه سيجموند فرويد عالم النفس الشهير،  فالتنفيس المعروف بمصطلح projection  هو عملية هجوم يحمي الفرد بها نفسه، من خلال إلصاق عيوبه ونقائصه ورغباته المحرمة أو المستهجنة بالآخرين، وهو بالضبط ما نراه على مواقع التواصل الاجتماعي، وما يثير قلقي هو آلية صناعة الوهم على منابر قنوات التواصل الاجتماعي، فالتلفزيون يصنع محتواه طاقم عمل لديه قواعد ومنهج منظم، أما مواقع التواصل الاجتماعي يصنعها الأشخاص أنفسهم، دون وجود ضوابط، ونلاحظ الحجم الهائل من المشاهدة الذي تناله مقاطع عادية غير مدروسة لا تقدم محتوى أو فكرة ويجني أصحابها أرباحاً طائلة، مما قلب المفاهيم وجعل الناس تتهافت على صناعة محتوى مجرد من الفائدة أملاً في حصد المشاهدات الهائلة، وما أخشاه هو ذلك العالم الذي ستحكمه تلك القواعد المستحدثة، والتي ستشكل مبادئ المجتمعات في المستقبل، و لذلك يتوجب علينا أن نكون على أهبة الاستعداد لها.

  • رسالة للنساء اللواتي يرغبن بدخول مجال التقديم التليفزيوني:

أفضل أن تكون نصيحة للشباب رجالاً ونساء، أنا مناصرة للمرأة بشكل مطلق، وسأتجاوز هذه النقطة في الوقت الحالي، لأطرح سؤالاً يتمثل بما يلي: هل يوجد وصفة جاهزة للنجاح؟ أتوقع أن الإجابة ستكون لا، فنحن مختلفون، أنا لا أعلم ما نقاط قوتك أو تميزك، عليك أن تكتشفها، مثل امتلاكك صوتاً مثالياً، حضوراً مميزاً، قدرة على الحديث والإقناع، فضولاً للاكتشاف، جميعها تعتبر مهارات أساسية لصنع مذيع جيد. أعتبر من يكتشف مهاراته ومواهبه شخصاً محظوظاً، أتخيل وجود الآلاف من الموهوبين، الذين لم يجدوا الفرصة لاكتشاف مواهبهم الإبداعية، ويوجد منهم من قضوا حياتهم في وظائف رتيبة، لذا يقاس رقي الشعوب بقدرتها على إبراز المواهب واكتشافها. إن كنت تسعى وتطمح لتصبح مذيعاً سيتحقق حلمك، ورأيت ذلك بعيني في أشخاص لا علاقة لهم بالمجال، عملوا بجد، استغلوا كل فرصة، وطوروا مهاراتهم، وحققوا أحلامهم.  

كن الشخص الذي تريده، وهذا ما يلخصه مصطلح manifest  الشائع في علم النفس، برمج تصرفاتك وتحكم بأفعالك حتى تصل لبناء الشخص الذي تود الحصول عليه. قم بقراءة الأخبار، وتعلم اللغة، وثقف نفسك، وشاهد قنوات الأخبار، وتابع أي فرصة وكن مستعداً لها، ولعل وجود مواقع التواصل الاجتماعي قد فتح مجالاً واسعاً لتقديم مواهب ومهارات واكتشافها، بطريقة سلسة وبتكاليف بسيطة، حاول وجرب مختلف الطرق لتصل إلى هدفك المنشود.  

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار