طرق بناء وزيادة الثقة بالنفس

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 25 نوفمبر 2019
طرق بناء وزيادة الثقة بالنفس

في الآونة الأخيرة أصبح مصطلح الثقة بالنفس (Self-Confidence) من المصطلحات التي تأخذ اهتماماً كبيراً بين الناس خاصَّةً مع انتشار أفكار التنمية البشرية وتطوير الذات والبرمجة اللغوية العصبية وما تفرع عن هذه المفاهيم، ولا نستغرب أن بعض الكتب التي تتحدث عن الثقة بالنفس وطرق تعزيزيها تعتبر من الكتب الأكثر مبيعاً حول العالم، فأغلبنا يرغب بأن يكون متزناً وقادراً على اتخاذ القرارات الصحيحة دون تردد، إضافة إلى الرغبة القوية لدينا جميعاً بالتميز والقيادة التي تجعل من مطلب الثقة بالنفس أكثر إلحاحاً، لكن ما السبيل إلى ذلك؟!.

ما هي الثقة بالنفس؟

قد يتم استخدام صفة الثقة بالنفس في غير مواضعها أحياناً، لذلك لا بد أولاً أن نقوم بتحديد معنى الثقة بالنفس بدقة واختصار، فالثقة بالنفس هي بالدرجة الأولى الوعي بالقدرات والملكات الذاتية والقدرة على إدارتها واستخدامها بشكل رشيد إضافة إلى القدرة على تنميتها بشكل مستمر.

إذاً يمكن أن نختصر الثقة بالنفس بكلمات ثلاث:

  1. الوعي بالذات.
  2. الإدارة.
  3. التنمية.

فاجتماع هذه العناصر الثلاثة هو ما يفصل فعلياً بين الثقة بالنفس والغرور أو جنون العظمة! كما أنَّها شروطٌ لازمة بعضها لبعض تعمل معاً متكاملة لضمان التوازن الذي نرغب به جميعاً، سنعرض لكم مصادر الثقة بالنفس، وكيف يمكن لنا بناء وتعزيز الثقة بالنفس لدينا، ولدى أطفالنا أيضاً.

خمس عشرة خطوة لتعزيز الثقة بالنفس

  1. اعرف نفسك (سقراط)، لا بد من التعرف إلى نقاط القوة ونقاط الضعف في شخصيتك لتتمكن من إعادة بناء وتعزيز الثقة بنفسك، وذلك من خلال التفكير جيداً بالأسباب التي تجعلك متردداً أو غير متأكد من قدراتك مقابل الأشياء التي تميزك، كما يمكنك استخدام الورقة والقلم لأداء هذه العملية أو الاستعانة بمختص.
  2. ابتعد عن الأشخاص المحبطين مهما كانت العلاقة التي تربطك بهم، لا يشترط أن تقطع علاقتك معهم بشكل نهائي، لكن لا بد أن تتجنبهم قدر الإمكان أو تضع حدوداً لهم.
  3. حاول أن تتعرف إلى أشخاص جدد فعالين ومحبين، وابحث عن الأوساط التي تعزز شعورك بالانتماء لها وتعطيك ما تبحث عنه من التقدير والاستقرار.
  4. كن عقلانياً في تقييم تجاربك، فلا تحمل نفسك فوق طاقتها، ولا ترمي فشلك أو نجاحك على الآخرين، حاول أن تقيِّم كل تجربة على حدة وبطريقة عملية وعقلانية.
  5. كن إيجابياً، تذكر أن ثقتك بنفسك تنبع من داخلك ولا أحد يمنحك إياها، لذلك أنت في حرب مع تحقير نفسك والبحث عن عيوبها وتضخيم نقاط ضعفها، يجب أن تعكس الحالة.
  6. ابحث دائماً عن الحلول ولا تستسلم ببساطة، ربما يكون الفرق الجوهري بين الأشخاص الواثقين بأنفسهم وغيرهم أنَّ الواثقين من أنفسهم يبحثون عن الحل فوراً قبل البحث عن المذنب أو البدء بجلد الذات ولوم الآخرين.
  7. ابحث عن مهارات جديدة وتجارب جديدة، لا تتردد في تعلم لغة أو مهارة جديدة، ابدأ فوراً وتابع تطوير ذاتك بالمعرفة دائماً، فكلما قرأت كتاباً أو خضت نقاشاً بنَّاءً كلما توسعت مداركك واكتسبت مميزات إضافية تعزز ثقتك بنفسك.
  8. كن تلميذاً وأستاذاً، وحاول أن تتعلم وتنقل ما تعلمته إلى الآخرين، هذا سيساعدك دائماً على التعلم واكتساب المزيد من المهارات التي تجعلك متصالحاً مع ذاتك.
  9. راقب صوتك الداخلي ولا تسمح له بإحباطك أو شتمك، حيث يجب أن تكون يقظاً دائماً لما تخبر به نفسك، ويجب أن تبتعد عن التجريح المبالغ به عندما تخاطب ذاتك، كما يجب أن تبتعد عن التجميل المبالغ به، اتزن وكن موضوعياً.
  10. لا تقارن نفسك بالآخرين، فأنت كيان مستقل لك تجربتك الفريدة التي تستحق التقدير، وما تعرفه عن الآخرين لا يكفي للمقارنة أصلاً، فأنت ترى ما يحاولون إظهاره وحسب، افعل ما ترغب به لذاتك.
  11. تعامل مع الآخرين بمحبة وألفة، هذا سيمنحك شعوراً جيداً وسيساعدك على إعادة بناء الثقة بذاتك وتعزيزها.
  12. كافئ نفسك على الأمور الجيدة التي تقوم بها، وحضر نفسك لمكافآت جديدة دائماً.
  13. اعتني بنفسك وبمظهرك، ربما سيكون من الجيد أن تعتني أكثر بثيابك وبمظهرك الخارجي ما سيمنحك شعوراً إضافياً بالثقة.
  14. حاول أن تكون متفائلاً وأن تتوقع الأفضل، ولا تحكم على الأمور قبل تجربتها حتى على مستوى الطعام والشراب، لا تقل أنَّك لا تحب البطاطا المسلوقة قبل أن تجربها بطرق مختلفة.
  15. ساعد الآخرين دائماً، فعندما تقدم المساعدة للآخرين يزداد احترامك لذاتك وتزداد ثقتك بنفسك.

مصادر الثقة بالنفس

المصدر الرئيسي للثقة بالنفس هو التجارب التي نختبرها منذ الصغر، والتي تترك لدينا القاعدة الرئيسية التي سنبني عليها شخصيتنا فيما بعد، لذلك لا بد أن يعاني من تعرض لتجارب سلبية من مشاكل في تطوير ثقته بذاته (هذا لا يعني بالضرورة أنَّه سيفشل في حياته)، بينما سيكون من تعامل مع تجارب إيجابية أكثر قدرة على بناء وتطوير منظومة الإدارة الذاتية التي تسمى الثقة بالنفس.

التجارب التي نتحدث عنها هي التي يتعرض لها الأطفال من إهانات أو تقليل من قدرهم واستخفاف بهم في البيت والمدرسة، والتي تجعلهم أقل اقتناعاً بذواتهم بشكل مستمر مع تطور شخصياتهم حتَّى وصولهم إلى مرحلة من انعدام احترام الذات وبالتالي انعدام الثقة بالنفس، بالمقابل التقدير والاحترام الذي يحظى به أطفال آخرون من المصادر نفسها يجعلهم أكثر احتراماً لذواتهم بالتالي أكثر ثقة بأنفسهم.

خمس عشرة نصيحة لبناء الثقة بالنفس عند الأطفال

  1. عوِّدوا أطفالكم على الانتقاء بين اختيارات متعددة، وحاولوا أن تساعدوهم على التخلص من التردد بالنسبة للقرارات الصغيرة التي يتخذونها، كنوعية الطعام التي يرغبون بتناولها اليوم، أو اختيار لعبة من بين ثلاث العاب.
  2. لا تحمِّلوا أطفالكم أعباء المثالية والكمال، ولا تحملوهم فوق طاقاتهم أو تعاقبوهم على الأخطاء عقاباً مبالغاً به.
  3. اتركوا أطفالكم يقومون ببعض الأمور الصعبة بمفردهم تحت إشرافكم، وتأكدوا من حصولهم على مهمات متصاعدة في الصعوبة تبدأ مع ربط رباط الحذاء ولن تنتهي مع إعداد سندويشات المدرسة، كما يمكن أن تكلفوهم ببعض الأعمال المنزلية المناسبة لأعمارهم.
  4. لا تبالغوا بمديح الأطفال لأن ذلك سيضخم شعورهم بقدراتهم؛ ما قد يؤدي إلى صدمة كبيرة أمام الاختبارات الحقيقية أو الدخول في دائرة الغرور، لكن في نفس الوقت لا بد أن تمنحوهم حقهم من الثناء والمديح، والاتزان في المديح اللفظي أو المكافآت المادية والمعنوية يجعل منها أمراً مرغوباً ومحفزاً، أما الإفراط بها سيجعل منها أقل من عادية بل محبطة، إنها المقارنة بين جملتين في ذهن الطفل (لا بد أن أفعل كذا لأحصل على التقدير/ هل سأفعل كذا فقط من أجل بعض الكلمات والمديح أو الهدايا؟!.. لدي الكثير منها).
  5. أيضاً لا بد أن ندرك أن الكلمات الرنانة وإن كانت مهمة في تحفيز الأطفال لكنها ليست العنصر الرئيسي في اكتسابهم الثقة بأنفسهم، بل شعورهم أنَّهم جزء مهم من العائلة وأنَّهم متفاعلون معها ويشكلون فرقاً حقيقياً بنسبة لأفرادها هو ما يجعلهم واثقين بأنفسهم.
  6. ابتعدوا تماماً عن مناداة الأطفال بألقاب ساخرة وترسيخها بين إخوتهم وأقاربهم، وتصدوا تماماً لهذه الألقاب لأنها ستنعكس بشكل كارثي عليهم.
  7. لا تضعوا الأطفال في مقارنة مع الآخرين سواء مع إخوتهم أو مع غيرهم، يجب أن تعززوا رغبة الأطفال في التعلم والتطور بمعزل عن الآخرين، علماً أن الغيرة ميزة طبيعية لدى الأطفال، لكن الاستمرار بالمقارنة قد يؤدي إلى اعتقاد الطفل ضمنياً أنَّه أقل قدراً أو أقل ذكاءً، وترسيخ هذا الاعتقاد هو تماماً ما يؤدي إلى انعدام الثقة بالنفس.
  8. لا بد أن تهتموا بما يقوله الأطفال وتأخذوه على محمل الجد، فكلما شعر الأطفال أن هناك من يكرس لهم وقته ويصغي لهم ويساعدهم تمكنوا من تعزيز ثقتهم بأنفسهم أكثر.
  9. لنتفق أن الأطفال كثيرو الأسئلة، لكن الأهم أن نتفق على أهمية هذه الأسئلة وطريقة الإجابة عليها في تكوين شخصية الأطفال، حيث لا بد لكم أن تستمعوا إلى هذه الأسئلة برحابة صدر مهما كانت غريبة أو خارجة عن المألوف، كما لا بد لكم أن تقدموا أجوبة مقنعة أو على الأقل تفسيرات تجعلهم يفكرون أكثر، علماً أن محاولات كبت التفكير لدى الأطفال عند طرحهم بعض الأسئلة (الدينية والجنسية بشكل خاص) تؤدي إلى نتائج غير مرضية.
  10. لا تنقذوا أطفالكم دائماً واتركوهم يتعاملوا مع بعض المواقف بأنفسهم مع مراقبتهم.
  11. لا تجعلوا المحبة مرتبطة بأي شيء آخر، يجب أن يعلم أطفالكم أن محبتكم مجانية، وأنّهم يستحقون هذه المحبة حتّى وإن أخطؤوا.
  12. احفظوا كرامة أطفالكم ولا تقوموا بإهانتهم لفظياً أو جسدياً، خاصَّة أمام الآخرين.
  13. ابحثوا عن مواهب فريدة تستحق التنمية لدى الأطفال، ولتكبر هذه المواهب معهم لتكون جزءاً من شخصيتهم في المستقبل.
  14. اجعلوا من تقييم الأخطاء أمراً روتينياً لدى الأطفال، ربما تقدمون لهم لوحاً ليكتبوا عليه ما قاموا به يومياً في حقل الخطأ والصواب.
  15. تتعدى مهمة الأهل التأثير المباشر على الأطفال من خلال ما نذكره من خطوات إلى منع تعرض الأطفال لتجارب تضعف ثقتهم بأنفسهم كالضرب والإهانات في المدارس أو التعامل المهين بين الأخوة.

ختاماً... إن تغيير بعض الممارسات واللجوء إلى سلوكيات جديدة سيكون له أثر كبير في تعزيز الثقة بالنفس، لكن الأهم أن يتمكن الآباء والأمَّهات من زراعة هذه الملكة لدى أطفالهم منذ الصغر، والتي لن تكون قابلة للكسر بسهولة في المستقبل.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار