يزيد الراجحي يشارك رسالة مؤثرة من والدته بعد الحادث

تداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي رسالة بين بطل الراليات يزيد الراجحي ووالدته، عبرت فيها الأخيرة عن قلقها بشأن ممارسته للراليات في المستقبل. بعد الحادث الذي تعرض له.

وطلبت والدة يزيد الراجحي في الرسالة المتداولة، اعتزاله للراليات، معبرة عن شكرها لله بمرور الحادث دون خسائر أكبر.

تفاصيل حادث يزيد الراجحي

لم يكن اليوم الثاني من "رالي باها الأردن الدولي" يوماً عادياً في تاريخ الراليات. فبين رمال وادي رم الصلبة وصدى المحركات المتصاعدة، دوى خبر صادم أربك صفوف المتسابقين والمتابعين بعد أن تعرض يزيد الراجحي، بطل الراليات السعودي وأيقونة الصحاري،  لحادث مروع أثناء قيادته.

الراجحي، المعروف بروحه القتالية وبسالته في مواجهة الأخطار، دخل في تصادم عنيف خلال المرحلة الثانية من السباق. في لحظة خاطفة، انقلبت سيارته وسط مزيج من الرمال والغبار، لتتحول مغامرته إلى اختبار جديد للقدر.

نتائج الحادث كانت جسيمة: كسران في فقرات الظهر للراجحي، وأربع كسور في الظهر لملاحه الألماني "تيمو غوتشالك"، إلا أن الأهم من كل ذلك... أن الروح لا تزال مشتعلة في صدريهما.

في لفتة إنسانية عاجلة، تدخل سلاح الجو الأردني وتم إخلاؤهما بطائرة خاصة إلى المستشفى، حيث أجريت لهما الفحوصات والعناية اللازمة. وفي وقت لاحق، نُقلا إلى العاصمة السعودية الرياض، ليبدآ مرحلة التعافي بعيدًا عن صخب المحركات، ولكن أقرب من أي وقت مضى إلى قلوب الجماهير.

ورغم الألم، لم يتأخر الراجحي عن مخاطبة عشاقه، قائلاً في رسالة قصيرة عبر حسابه: "الحمد لله على السلامة.. الحديد يتعوض، والروح أقوى من كل الحوادث."

إنها ليست المرة الأولى التي يسقط فيها يزيد، لكنها في كل مرة كانت تفتح فصلاً جديدًا في حكاية رجل لا يعرف التراجع. حادث داكار 2024، قبل عام فقط، كان مثالاً حيًا على ذلك، حين انقلبت مركبته، ليخرج بابتسامة ويقول: "دايمًا نرجع.. أقوى."

اليوم، يزيد الراجحي يكتب سطرًا جديدًا في قصة لا تروى إلا بالشغف، بحسب ما كتبه متابعوه على تطبيقات التواصل الاجتماعي معبرين عن إعجابهم بصمود رجل الأعمال ونجم الراليات الشهير، وقدرته على المخاطرة، والإصرار على النهوض.

رسائل المشاهير ليزيد الراجحي

توالى النجوم والمشاهير على زيارة يزيد الراجحي، ليس فقط ليطمئنوا عليه، بل ليقولوا له بصوت واحد: "نحن معك... والعالم ينتظرك واقفاً من جديد."

زار  الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة السعودي كان من أوائل من أجرى اتصالًا شخصيًا بيزيد، قائلاً: "أنت فخر الوطن في كل ميدان، وعودتك القوية مسألة وقت."

أما ناصر العطية، بطل الراليات القطري وصديق درب التحديات، نشر صورة له مع يزيد وكتب: "أخويا يزيد.. الأبطال لا يسقطون، بل يستريحون قليلاً ثم يعودون أشد شراسة."

 يعقوب بوشهري، نجم السوشيال ميديا زار يزيد في الرياض، وظهر في فيديو مؤثر قائلاً: "ما يهزك ريح يا بطل... انت مو بس ريّاضي، انت قصة تحفيز تمشي على رجلين."

لقطات مؤثرة من غرفة يزيد الراجحي

في مشهد استثنائي اختلطت فيه الدموع بالمواقف النبيلة، شهدت غرفة النجم السعودي يزيد الراجحي في المستشفى زيارة غير متوقعة، لكنها كانت الأعمق أثرًا منذ تعرضه لحادثه الأخير في رالي باها الأردن.

دخلت الأسرة التي كان قد كفلها قبل عشرة أعوام بهدوء، دون أضواء إعلام أو صخب، فقط قلوب مملوءة بالامتنان، وخطى تقودها الذاكرة إلى رجل لم ينسهم في وقت حاجتهم، فقرروا ألا ينسوه في وقت محنته.

وبينما اقترب الشاب الذي كبر تحت رعاية يزيد، أمسك بيده هامسًا: "كنت سببًا في ما وصلت إليه اليوم... وجيت أقول لك: شكراً بحجم الحياة."

في تلك اللحظة، لم يستطع يزيد الراجحي تمالك نفسه، فانهمرت دموعه لأول مرة منذ وقوع الحادث. لحظة صامتة نطقت بكل شيء، وأعادت تعريف البطولة بعيدًا عن حلبات السباق. "ما توقعتها... هذولا أهلي"، قالها يزيد بصوت متهدج، وسط تأثر الحضور.