احتفال وغناء: أرملة شابة تثير الجدل برقصها في جنازة زوجها

  • تاريخ النشر: الأحد، 20 يوليو 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
احتفال وغناء: أرملة شابة تثير الجدل برقصها في جنازة زوجها

شهدت بيرو مشهداً غير مألوف تحوّل سريعاً إلى حديث مواقع التواصل، بعد انتشار مقطع مصوّر يوثّق لحظة قيام أرملة بتوديع زوجها الراحل بطريقة صادمة أمام المعزّين، إذ ظهرت وهي ترقص بحماس قرب نعشه مستخدمة مجسماً كرتونياً بالحجم الطبيعي للراحل نفسه.

جنازة مثيرة للجدل في بيرو

في يوم الجنازة الذي جرى الأحد 13 تموز/يوليو 2025، ظهرت السيدة في مقطع الفيديو وهي ترتدي ملابس حداد سوداء مع حذاء فضي، تجاوزت حدود العبادة التقليدية بجسد منتعش وحركات راقصة أمام المجسّم المثبّت بجانب تابوت زوجها، وسط تفاعل حار من الحضور.

ورافق المشهد أداء حيّاً من قبل مطرب محلي يحمل اسم "إل كانغري ديل كايو"، أضفى على الجنازة نكهة موسيقية احتفالية، فجعل الحضور يهلّلون ويصفّقون ويشاركون في الرقصة.

شاهدوا لقطات صادمة من رقص أرملة شابة في جنازة زوجها الراحل:

في موقع الجنازة نفسها، لم يقف بعض الحضور موقف المتفرّج فحسب، بل أظهروا تفاعلاً لافتاً مع الأجواء الصاخبة التي صاحبت وداع الزوج الراحل.

بعضهم اختار التصفيق ومواكبة الرقصة بالهتاف والصيحات الحماسية، متأثرين بأداء المطرب الذي شجّع الأرملة على الاستمرار وأشعل الأجواء بموسيقى الريغيتون.

في المقابل، بدت على وجوه آخرين علامات التردّد والحرج، إذ ظهر بعضهم متجمّداً في مقعده يتابع المشهد بذهول دون أي تعليق أو مشاركة واضحة، وكأنهم عالقون بين احترام لحظة الوداع التقليدية وحيرة أمام هذا الأسلوب غير المألوف، وظلّت أجواء التشجيع تسيطر على أغلب من وقفوا بالقرب من التابوت، في حين غادر عدد محدود من الحضور المكان مبكراً تفادياً للبقاء في أجواء اعتبروها بعيدة عن رهبة الجنازة المعتادة.

جدل واسع بعد تداول الفيديو

حظي هذا الأسلوب في الوداع بتفاعل واسع: أعرب البعض عن استيائهم واعتبروه "غير محترم" لحرمة الموتى وطريقة دفنهم، مشبّهين المشهد بأنه "بعيد عن التقاليد" وأساء لجنازة جدتها أو عمها. وفي ردود ساخرة، وصف أحد التعليقات: "في زمننا كان الناس يبكون في الجنازات"، بينما تفاعل آخر قائلاً: "المرأة ترقص جيداً، لكن زوجها يبدو متجمداً جداً".

في المقابل، دافع البعض الآخر عن تحول هذه الجنازة إلى مناسبة احتفالية، مؤكدين أن الحياة تستحق الاحتفال حتى بلوغ المحطة الأخيرة، وأن هذا الوداع يعبّر عن حبها للمرح بما كان يحبه زوجها أثناء حياته، بدل الغرق في الحزن.

تقاليد بيروفية حديثة: من الرقص مع النعش إلى الاحتفاء بالحياة

هذا المشهد لا يقف منفرداً في تاريخ التقاليد الغريبة حول الوفاة في أميركا الجنوبية. ففي بعض مناطق بيرو، ظهرت منذ سنوات فرق حمل النعوش التي ترقص وتغنّي أثناء المشي بين البيوت والمقبرة، يُطلق عليها "راقصو الموتى"، يهدفون إلى تخفيف وقع الفقد وتحويل الحزن إلى تذكّر مبهج.

وضمن هذا السياق، تكلف العائلات مبالغ زهيدة (حوالي 100 دولار) لتوظيف تلك الفرق في مراسم الدفن، بينما ترى كلمات أحد رواد المراسم أن الهدف هو "تذّكر الشخص المتوفى بالفرح كما عاش، مع ما يحبه من موسيقى".

وأشار خبراء في علم الاجتماع، إلى أنّ هذه الظاهرة قد تعتبر انعكاساً لتحوّل نظرة المجتمع للوفاة من مسألة تقتصر على الحداد إلى موضوع احتفالي يمكن أن يجمع بين الذكريات المبهجة والحياة المحببة للميت.

وأوضحت التقارير المختصة، أن هذا الاتجاه قد يحرّر الناس من كابوس الحزن ويمنحهم فسحة من الحرية لتعبيرهم الشخصي، وفي المقابل، حذّر عدد من الخبراء من خطر فقدان هوية الطقوس الدينية والاجتماعية الأصلية، إذا ما انتقل الاحتفال عن نطاق محدود إلى مراسم عامة تشبه العروض المسرحية.

ولا تزال هذه الواقعة تثير نقاشاً واسعاً في بيرو وخارجها، خصوصاً حول حدود حرية التعبير عن الحزن وطرق تخليد ذكرى الراحلين، وسط انقسام واضح بين من يرى أن لكل فرد حرية التعبير بطريقته الخاصة، ومن يعتبر أن احترام حرمة الموتى لا يحتمل مثل هذه المشاهد الصاخبة.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار