رد فعل غير متوقع من عبير سندر بعد وصف فتيات لها بـ"عبدة"

  • تاريخ النشر: الإثنين، 21 أبريل 2025
رد فعل غير متوقع من عبير سندر بعد وصف فتيات لها بـ"عبدة"

كشفت عبير سندر عن تعرضها للتنمر، ثاني أيام زواجها، بعد أن وصفها بعض الفتيات بـ"عبدة" عقب رؤيتها مع زوجها، وهو ما دفعها لرد فعل غير متوقع.

التنمر على عبير سندر

 وقالت عبير سندر إنها فوجئت بتركيز مجموعة من الفتيات عليها خلال مرورها مع زوجها، لتقول إحدى الفتيات لصديقاتها: "انظروا إلى هذه العبدة إيش متزوجة" ولكنهم فوجئوا برد فعل عبير سندر وفهمها لما يقولون، حيث اعتقد الفتيات إنها غير عربية ولن تفهم ما يقولون.

برزت عبير سندر كواحدة من أبرز الشخصيات التي كسرت الحواجز وواجهت التنمر بشجاعة، لتصبح رمزاً للتنوع وأيقونة للجمال المختلف في السعودية والعالم العربي.

عبير سندر

وُلدت عبير سندر في السعودية ونشأت في بيئة متعددة الثقافات، ولفتت الأنظار منذ بداياتها على وسائل التواصل الاجتماعي بملامحها الفريدة وبشرتها السمراء، التي كانت سببًا مباشرًا في تعرضها لموجات متكررة من التنمر الإلكتروني. ولكنها، وعلى عكس المتوقع، لم تنكفئ على ذاتها، بل استخدمت هذه المواقف السلبية كوقود لإشعال مسيرتها المؤثرة.

التنمر... البداية الصعبة

منذ لحظاتها الأولى على الإنترنت، واجهت عبير سيلًا من التعليقات المسيئة التي استهدفت لون بشرتها ومظهرها الخارجي. كلمات لاذعة وجارحة كانت كفيلة بإسكات أي شخص، غير أن عبير اختارت طريقًا مغايرًا. فتحت قلبها للمتابعين وتحدثت بصراحة عن تجاربها المؤلمة، مما شكل نقطة تحول كبيرة في مسيرتها.

تقول في إحدى مقابلاتها السابقة: "كنت أتلقى تعليقات مثل: "لونك غريب" أو "الجمال مو لك"، لكني تعلمت أن أحب نفسي وأفخر بجمالي المختلف". لم تكن هذه مجرد كلمات عابرة، بل تحولت إلى شعار لحياة عبير، وجعلت منها مصدر إلهام للكثيرين.

من الألم إلى التأثير

تحوّلت عبير من شخصية مغمورة تتلقى التنمر إلى منصة صوتية تنادي بقبول الآخر ونبذ الأحكام المسبقة. لم تكتفِ بمشاركة تجاربها الشخصية، بل بدأت تبادر بإطلاق حملات توعوية صغيرة عبر حساباتها، تركز على مفاهيم مثل "حب الذات"، و"قوة الاختلاف"، و"الجمال لا لون له".

ما يميز عبير هو قدرتها على المزج بين البساطة والرسالة العميقة. فهي لم تحاول أن تتقمص دور الضحية، بل ظهرت قوية، متزنة، وواقعية. تحدثت بجرأة عن صراعاتها النفسية وتحدياتها اليومية كامرأة سعودية سمراء في مجتمع يروّج لمعايير جمالية أحادية.

دعم جماهيري متصاعد

مع مرور الوقت، كونت عبير قاعدة جماهيرية واسعة تدعمها، ليس فقط لإطلالتها الجريئة أو أسلوبها العصري، بل لما تمثّله من رسالة حقيقية عن التنوع والتسامح. صارت منشوراتها مصدر طاقة إيجابية لفتيات كثيرات يعانين من التنمر أو قلة الثقة بالنفس.

كما فتحت قصتها المجال لطرح أسئلة أكبر حول معايير الجمال في العالم العربي، والدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في ترسيخ الصور النمطية. عبير، من موقعها المؤثر، شاركت في هذا الحوار المجتمعي بذكاء، فشجعت الفتيات على الظهور بطبيعتهن، وعلى الاحتفال بخصوصياتهن بدلًا من إخفائها.

ظهور إعلامي ونضج اجتماعي

لم تبقِ عبير نشاطها محصورًا في الفضاء الرقمي، بل نقلت صوتها إلى وسائل الإعلام التقليدية من خلال مشاركاتها في برامج تلفزيونية وحوارات مفتوحة. تحدثت بلباقة وصدق عن تجربتها مع التنمر، مما منحها مصداقية أكبر، وعزز مكانتها كممثلة حقيقية للمرأة العربية التي تواجه تحديات مضاعفة.

في عام 2020، احتفلت بزواجها من مدرب اللياقة البدنية البريطاني ليام أوبراين، وهو ما أثار ضجة على مواقع التواصل، إذ اعتبره البعض خروجًا عن المألوف، بينما رأى فيه آخرون انتصارًا للحب على القوالب الجاهزة. وواجهت عبير مرة أخرى هجومًا لفظيًا من البعض، لكنها ردّت بابتسامة واثقة، مؤكدة أن "الحب لا لون له".

تأثير ممتد وأمل مستقبلي

اليوم، تُعد عبير سندر نموذجًا حيًا للقوة الناعمة والتأثير الاجتماعي الإيجابي. هي ليست فقط مؤثرة على مواقع التواصل، بل أيضًا صانعة تغيير حقيقية في طريقة تعاملنا مع الجمال، والاختلاف، والهوية.

تجربتها تثبت أن التنمر لا يجب أن يكون نهاية القصة، بل قد يكون بدايتها. وفي زمن يحتاج فيه الجيل الجديد إلى قدوات حقيقية، تبرز عبير سندر كأيقونة ملهمة، لا تخشى أن تكون على طبيعتها، ولا تتردد في الحديث عن جراحها، لأنها تعرف تمامًا أن الشجاعة تبدأ من قبول الذات. بحسب قولها.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار