قصة عيد الهالوين

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 25 نوفمبر 2019
قصة عيد الهالوين

عيد الهالوين (Hallowen) أو عيد جميع القديسين (All Saints' Day)؛ يحتفل به الناس في معظم أنحاء العالم في 31 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، حيث حمل المهاجرون الإيرلنديون والاسكوتلنديون بعضاً من تقاليد العيد إلى أمريكا الشمالية في القرن التاسع عشر، واحتضنت الكثير من الدول الغربية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمملكة المتحدة هذا العيد في أواخر القرن العشرين.

الهالوين هو عيد مراسم الموتى بداية فصل الشتاء

يعود تاريخ عيد الهالوين إلى احتفال السامهين لدى الاسكوتلنديين القدماء والذي كان بمثابة عيد مراسم الموتى لديهم وصادف يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول، وذلك لكون 1 نوفمبر/تشرين الثاني بداية فصل الشتاء، فارتبط العيد بموسم الحصاد والاستعداد لأيام البرد والظلمة، حيث قام الناس بحصد المحاصيل وحفظها بالإضافة لحيواناتهم المدجنة استعداداً لهذا الموسم.

وساد الاعتقاد حينها أن البوابة بين عالمي الأحياء والأموات تُفتح في ذلك اليوم، وأن أرواح الأموات ستقوم بأعمال شريرة كإتلاف المحاصيل وقتل المواشي، لذلك كان لابد لهم من تقديم القرابين لتلافي أذاهم؛ فقاموا بوضع جزء صغير من المحاصيل الزراعية ولحوم الحيوانات أمام منازلهم وارتدوا ثياباً من جلود الحيوانات وصوفها وقبعات من رؤوسها حتى لا تميزهم الأرواح الشريرة، وأشعلوا النار لإخافتهم والحفاظ على حياة الفلاحين وأسرهم، وتوجهوا إلى الكهنة الذين تساعدهم هذه الظروف في استشراف مستقبل الفلاحين في السنة القادمة ومعرفة تفاصيل حياتهم وفق معتقداتهم.

وظل الحال على ما هو عليه حتى غزو الروم لهم، والذين كانوا يعتبرون هذا العيد رمزاً للاحتفال بالشر أو الشيطان، ونتيجة لتمازج الثقافة الاسكتلندية وثقافة الرومان الكاثوليكية ظهرت بدايات عيد الهالوين بشكله الحالي، فقد تم المزج بين عيد جميع القديسين لدى المسيحيين الكاثوليك الذي يصادف يوم 1 نوفمبر/تشرين الثاني وعيد الأرواح أو الأموات الذي يصادف يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني مع احتفال السامهين لدى الاسكتلنديين، واختلفت الأزياء باختلاف الأزمان، وصار الناس يأخذون القرابين من أمام المنازل وكانت هذه بداية تقليد "خدعة أم حلوى" المشهور في عيد الهالوين.

قصص الرعب والأشباح ترافق عيد الهلوين

ارتبطت قصص الأشباح بعيد الهالوين منذ بداياته كاحتفال سامهين، حيث كان الناس يروون قصص الأرواح والأشباح المرعبة أثناء جلوسهم في منازلهم أو حول النار التي كانت تستخدم لإبعاد الأشباح، واستمر هذا التقليد إلى يومنا هذا حيث تكثر هذه القصص بين الناس في عيد الهالوين وتتهافت الأقاويل عن الخوارق والحوادث الغريبة والمنازل المسكونة بالأرواح الشريرة.

قصة عيد الهالوين

ويزداد انتشارها عن طريق الناس الذين يروونها ويعتقدون بأن أي حدث غريب هو من فعل الأشباح، وتنتقل من شخص إلى آخر حتى تصبح حديث الساعة، حتى اكتسبت الكثير من المنازل في الولايات المتحدة هذه الشهرة وأصبحت مكاناً يقصده الناس والسياح للقاء الأشباح الحقيقيين حسب رأيهم.

فلا يمر عيد دون ذكر قصة الجندي الألماني الذي فقد رأسه بقذيفة مدفع وصار يقضي الليل باحثاً عنه في المقابر بين المفقودين، والفتاة ذات الرداء الأبيض التي تجوب الشوارع حافية القدمين وتستقل سيارة أجرة إلى منزلها، وما إن تصل إلى المنزل المهجور والذي يتبادر إلى كل من ينظر إليه أنه مسكون حتى يشعر السائق بالخوف ويلتفت إلى الخلف ليجد أن الفتاة قد اختفت!.

وتختلف القصة قليلاً في المكسيك حيث تكون الفتاة بارعة الجمال ترقص مع شاب في ليلة رومانسية وما أن ينتهيا من الرقص حتى يذهب إلى أصدقائه ويخبرهم عن الفتاة الجميلة التي كان يرقص معها، فيتعجب أصدقاؤه ويقولون له أنه كان يرقص وحيداً، ليعود الشاب إلى الفتاة ولا يرى أحداً ليكتشف أن كان يراقص شبحاً.

وذلك الشاب الذي يرافق رجلاً عجوزاً جعل المرض والتقدم في العمر من وجهه مصدراً للرعب، مما دفع الشاب إلى اتخاذ قرار بقتله، ولمدة 8 ليالٍ كان يزحف في غرفة نوم العجوز محاولاً قتله وما أن يصل إليه حتى يرى عينه مغلقة ليتراجع عن فكرته.

وفي الليلة الثامنة كانت عينه مفتوحة تحت ضوء القمر فقام الشاب بخنق العجوز ودفنه في أرضية المطبخ، وعندما حققت الشرطة في جريمة القتل وكان الشاب هادئاً ونفى التهمة عن نفسه، حتى أفقده سماعه لضربات قلب العجوز بشكل متكرر قدرته على الهدوء واعترف بجريمته.

أعمال حرفية لهالوين أكثر مرحاً ورعباً

تستطيع إنجاز الكثير من الأعمال الحرفية اليدوية لتزيين المنزل وعيش أجواء عيد الهالويين، إليك بعض الأفكار لعيد مميز:

قصة عيد الهالوين

  • اليقطين (الشبح الأكثر شهرةً في الهالويين): حتماً لم ترَ سابقاً عيداً دون الكثير من اليقطين المرعب، حيث تفرغ اليقطينة من محتواها وتقص أجزاءً من قشرتها لترسم عيوناً مرعبة وابتسامة مخيفة، وتضع في داخلها الشموع أو المصابيح، لكن المصابيح أفضل وذلك تجنباً للحرائق وتفادياً لتأثير الرياح الذي سيسبب انطفاء الشموع.
  • أغصان الأشجار: يمكنك شرائها من المتاجر للحصول على أشجار خريفية أوراقها متساقطة لإضفاء تفاصيل قدوم الشتاء على زينة العيد.
  • العناكب: حيث تعد مصدراً للرعب لدى الكثيرين، فيمكنك استخدام كرتين مختلفتي الحجم، الصغيرة للرأس والكبيرة للجسم والعصي لتحل محل الأرجل والغراء لتثبيت العيون على الرأس، ومن ثم علقها على نافذتك، واستخدم الخيوط البيضاء لنسج شبكة لذلك العنكبوت.
  • العيون: لوّن كرات البينغ بونغ لتبدو كالعين، حاول رسمها بشكل مرعب ومختلف وقم بتعليقها في كل مكان، فشعور الناس بكونهم مراقبين يزيد العيد رعباً.
  • الوجوه المخيفة: وهي واحدة من الأمور المسلية في الهالوين، حيث ستطلي كرات البرتقال بالألوان المختلفة وترسم عليها الوجوه المختلفة، وعلقها في أماكن مختلفة من المنزل وعلى النوافذ.
  • الحيوانات المرتبطة بالهالويين: كالخفافيش والزواحف الغربان والبوم والقطط السوداء، حيث ساد الاعتقاد قديماً أن الأرواح الشريرة تعود بهيئة قطط سوداء.

تزيين المنزل في عيد الهالوين ليبدو مسكوناً

ذكرنا سابقاً العديد من الأفكار وأبرزها اليقطين والذي يعتبر مميزاً لهذا العيد، لذلك لابد من استخدامه في عملية التزيين بالإضافة لبعض الأشباح المصنوعة من الورق أو الوسائد أو أكياس النايلون البيضاء، ولكون العيد لا يقتصر فقط على الأشباح قم بنثر العديد من العناكب والزواحف في أرجاء المنزل وعلى النوافذ.

قصة عيد الهالوين

بالإضافة للغربان والبوم، واستخدم أوراق الأشجار المتناثرة لإضافة الشعور بفصل الخريف وبداية الشتاء، كما يمكنك وضع شاهدات القبور والفزاعات في حديقة المنزل، ويستخدم العديد من الناس شجرة الميلاد أيضاً في هذا العيد، بالإضافة لهيكل عظمي على كرسي هزاز والعديد من الفوانيس والعيون المرعبة في كل مكان. سيبدو منزلاً مسكوناً بالفعل لذا عليك المحافظة على رباطة جأشك في هذه الليلة.

ملابس وأزياء عيد الهالوين

اختلفت الأزياء مع مرور الوقت وابتعدت قليلاً عن شكلها الأساسي المتمثل في جلود الحيوانات ورؤوسها؛ المتبعة في زمن الاسكتلنديين القدماء لتأخذ مساحة أوسع وتشمل التنكر بزي دراكولا ومصاصي الدماء والأشباح، وتجاوز الأزياء المرعبة إلى التنكر بأزياء الأمراء والسحرة ورعاة البقر.

أما بالنسبة للأطفال فيمكنهم ارتداء أزياء على شكل الحيوانات كالأرنب أو الدب أو الأبطال الخارقين مثل: سوبر مان وبات مان أو شخصيات الرسوم المتحركة المختلفة. يحتفل الناس في هذا العيد بمنزل أحد الأصدقاء أو الحانات أو صالات مخصصة لاستضافة المحتفلين أو في البيوت التي تدور حولها إشاعات أنها مسكونة، فيما يمضي الصغار عيدهم في الذهاب إلى المنازل للحصول على الحلوى في تقليد "خدعة أم حلوى" ليحصلوا في نهاية العيد على الكثير من الحلويات.

الحلوى عنصر أساسي في عيد الهالوين

اتفقنا أن الظهور الأول لتقليد خدعة أم حلوى كان في زمن الاسكتلنديين القدماء الذين كانوا يأخذون المحاصيل ولحوم الحيوانات من أمام المنازل، ومع تطور طقوس العيد تطورت "خدعة أم حلوى" وأصبحت عنصراً أساسياً في هذا العيد حيث يخرج الأطفال من المنازل ويجوبون الأحياء، ويطرقون الأبواب وعندما يجيبهم صاحب المنزل يقولون له "خدعة أم حلوى؟"، أي أنه إما أن يعطيهم الحلوى أو أنهم سيقومون بخداعه وإخافته فيقوم صاحب المنزل بإعطائهم الحلوى أو النقود أو بعضاً من الزينة، ليجمع الأطفال الكثير من الحلوى والهدايا والنقود في نهاية العيد. تبدو هذه الحالة فوضوية قليلاً لذلك يجب مراعاة الكثير من الأمور حفاظاً على سلامة الأطفال، فمثلاً:

قصة عيد الهالوين

  1. تقديم الأزياء التي لا تحجب رؤية الأطفال أثناء جولتهم.
  2. تزويد الأزياء ببعض القطع العاكسة حتى تسهل رؤيتها في الليل من قبل السائقين.
  3. تحذير الأطفال إلى ضرورة الانتباه لحركة السير لتلافي السيارات.
  4. انتباه السائقين أثناء قيادتهم لأي طارئ ممكن والتزام السرعة القانونية.

نذكر أن بوادر هذا التقليد بدأت في إيرلندا وبريطانيا حيث كان الأطفال يتلون الصلوات للميت ويغنون فيعطيهم الناس الحلوى مقابل ذلك، ولكن حمل الفوانيس والذهاب إلى البيوت للحصول على الحلوى أو تنفيذ الخدعة فهو تقليد وجد في أمريكا الشمالية.

كيف يتم الاحتفال يعدي القديسين حول العالم؟

بدأ الهالوين في اسكتلندا وانتقل إلى أمريكا الشمالية ومنها إلى مختلف بلدان العالم، ويتم الاحتفال بالهالوين في:

  • الولايات المتحدة الأمريكية: انتقل لهم التقليد من الاسكتلنديين، وتقول القصص الشعبية أن شاباً يدعى جاك خدع الشيطان أكثر من مرة وطلب منه عدم أخذ روحه فوافق الشيطان على طلبه، وعندما مات جاك لم يسمح له الشيطان بدخول عالم الأموات كما أنه لم يصعد إلى السماء فنفاه الشيطان إلى مكان بعيد وأعطاه جمرات من الجحيم لينير دربه، وقام جاك بنحت اللفت ووضع الجمرات فيه، وعندما انتقل التقليد إلى أمريكا تم استخدام اليقطين بدلاً منه. وفي عام 1950 صار الأطفال يرتدون الأزياء التنكرية ويجوبون الشوارع لأخذ الحلوى والمال من السكان مقابل عدم إخافتهم. تصل نسبة الأمريكيين الذين يحتفلون بالعيد إلى 65% كأكثر الأعياد شعبية في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • النمسا: يسود في النمسا الاعتقاد بأن عيد الهالوين فترة فتح البوابة بين عالمي الأحياء والأموات؛ لذلك يقوم الناس بترك الخبز والماء ومصباح مضاء على الطاولة كوسيلة للترحيب بالأرواح في عالم الأحياء. وتتشابه باقي التقاليد إلى حد ما مع التقاليد في الولايات المتحدة.
  • اليابان: في احتفال أوبون المشابه للهالوين يتم إعداد الطعام وإضاءة الفوانيس والشموع ووضعها قرب الأنهار وإشعال حريق صغير ليعرف الأموات طريقهم إلى أقربائهم، كما يقومون بتنظيف الأحجار التذكارية على شواهد القبور، يقام هذا الاحتفال في يوليو/تموز أو آب/أغسطس.
  • إيرلندا: والتي تعد وطن الهالوين، حيث يشعلون النار ويلبس الأطفال أزياءهم ويجوبون المنازل من أجل "خدعة أم حلوى"، ويتناولون كعكة الفواكه ويدفنون كنزاً ليجده أحدهم في النهاية في واحدة من الألعاب التي يمارسونها.
  • الصين: يقومون بوضع الطعام والماء قرب صور موتاهم ويشعلون النار ليتمكن الأموات من معرفة طريقهم إلى الأحياء، ويقوم البوذيون بصنع قوارب ورقية وإشعالها عند غياب الشمس تكريماً للأشخاص الذين ماتوا ولم يدفنوا (بسبب حادث مثلاً)، على أنها طريقة لإيصال أرواحهم إلى الجنة.
  • المكسيك: يتشابه كثيراً مع العيد في الصين حيث يقدمون الطعام والماء والحلوى لأرواح الأموات حسب معتقدهم ويشعلون الشموع ليتمكنوا من العودة إلى عالمهم، يستمر العيد 3 أيام حيث ينتهي في 2 نوفمبر/تشرين الثاني.
  • في النهاية.. يمثل الهالوين حالة من التقارب الإنساني كونه أحد الأعياد التي نشأت من اختلاط وتمازج مختلف الثقافات والعادات، ويحتفل به عدد كبير من الناس في الكثير من دول العالم.
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار